من شاهد حلقة برنامج «نجم المقالب» لمعده «رضوان قنطار» ومخرجه «رافي وهبة» على قناة روتانا خليجية تحديداً الحلقة التي اختارت الفنانة يارا صبري كنجمة للظرف والفكاهة لابد أنه سيشعر بالغيظ لاسيما عندما تكون الفكرة على هذا النحو من ابتذال الإنسان واللعب بمشاعره.
الفكرة بسيطة إذ يستغل البرنامج شهرة الفنانة يارا صبري التي تستقدم الى بيتها إحدى الفتيات اليافعات ممن يقمن بأمور التنظيف وتعزيل البيوت تطلب الفنانة المشهورة من الفتاة ـ اسمها رشا ـ أن تقوم بتنظيف البيت بعد أن تقنعها بالتأخر لبعض الوقت وأنها ستصعد الى الطابق العلوي من المنزل لطلب الراحة والنوم مخبرة إياها بأنها اغلقت باب البيت بحجة أنها لاتعرفها جيداً وتطلب يارا من رشا عندما تنهي عملها أن تصعد الى الأعلى وتوقظها مقابل اكرامية «حرزانة» توافق الفتاة المسكينة وتشرع بنفض الغبار عن الأثاث بينما نشاهد فريق عمل «نجم المقالب» يراقبها عبر المونيتور الموصول بكاميرات خفية ثم يبدأ فيلم الرعب كما تقول الفنانة صبري في لقطة كلوز على وجهها لتتساقط بعدها المزهريات والأواني الزجاجية بقدرة قادر من أمام وخلف رشا فتهرع الأخيرة الى الطابق العلوي ليتم ترتيب مشهد آخر اشد رعبا للفتاة التي تعمل في البيوت لتجلب نقوداً في آخر اليوم لأسرتها، ربما لإخوتها الصغار لأمها المريضة لأبيها المقعد أو العاطل عن العمل والمفاجأة ستكون عندما ستشاهد رشا فنانتها المشهورة ملقاة على سرير نومها وبطنها مبعوج بسكين مطبخ مغروزة في أحشائها حتى المقبض، والدم يتدفق من أنحاء جسدها ووجهها تصرخ البنت فاقدة صوابها هابطة الدرج نحو الهاتف، وهنا أيضاً تم تدبر الأمر فكل شيء اعيد ترتيبه أثناء صعود الفتاة الى القسم العلوي من البيت يرد عليها الشباب من الطابق العلوي وهم يخفون ضحكاتهم على أنهم من قسم الشرطة يطلبون العنوان لكن ما ان تنهي رشا مكالمتها والدموع تنهمر من عيونها ويداها ترتجفان من هول المشهد الذي رأته للتو تكون السيدة يارا قد ظهرت مجدداً حية ترزق أمامها لتقع رشا في حيرة وعدم تصديق وذهول وبعد قليل تحضر الشرطة فتنهار رشا وتجهش بالبكاء وهنا تنبري يارا ضاحكة وهي تقول «حبيبتي انظري هناك حبيبتي إنها كاميرا خفية لاتخافي...»
تنظر رشا الى سيدتها والدموع تنهمر من عيونها مواصلة البكاء فدموعها ليست دموع الفرح بل هي دموع حقيقية،ولايمكن للعين أن تخطئها ولايمكن على أية حال تسجيل لقطة لوجه رشا وهي تبتسم لكاميرتها الخفية فما حدث لم يكن كابوساً كما أنه لم يكن حقيقة إنه على حد تعبير يارا صبري فيلم رعب بامتياز...؟
في هذه الحلقة حزنت لأمرين: الأول على تلك البنت التي لايتجاوز عمرها أربعة عشرة عاماً وتشتغل في تنظيف بيوت الموسرين والمشاهير، والثاني لأن يارا صبري فنانة جيدة وموهوبة استغربت ان تكون في هذا الموقع نسبة الى نوعية أدوارها التي لعبتها بحرفة ووعي ناهيك عن دورها الأخير في مسرحية «فوتوكوبي» وكيف ظهرت عندها كممثلة مسرحية جيدة وأفضل من على شاشة التلفزيون، وتساءلت عن جدوى هذه المقالب النوعية التي تبيح أي إنسان صغيراً أم كبيراً كمادة للطرافة والتساخف والتظارف الأجوف وكيف يحق لهذه الكاميرا الخفية ان تحول الناس الى فئران مخابر؟ وأتساءل لو حدث لتلك الفتاة التي وقعت في مصيدة «قنطار» و«وهبة» أي صدمة عصبية أو نفسية «وهذا ماحدث» فعلاً من كان سيعيد لتلك الطفلة رشدها؟ ماذا لو أقدمت الفتاة جراء مشهد الجريمة الواقعي جداً والمعزز بسكاكين المطبخ وسطل الدماء الملقى على «بلوزة » صبري ماذا لو أقدمت رشا على إيذاء نفسها أو فقدت صوابها أو اختفى صوتها أو اصيبت بجلطة دماغية أو احتشاء قلبي؟ من كان سيعيد لهذه المسكينة حياتها؟ هذا كله طبعاً لصناعة برنامج تافه وسخيف اذ لاقيمة في بلدان العالم الثالث للإنسان، إنه عبارة عن حشد هائل من الكومبارس في برنامج ضخم يحمل اسم نجم المقالب ياللعنوان الفادح؟ ويا للمسخرة؟ موديل رخيص وماركة لاتسأل عن شيء سوى الربح ثم ماشعور هؤلاء وهم يديرون هذه اللعبة السمجة من أجل التفرج على ردود أفعال تلك الطفلة وهي تتخبط أمامهم في متاهة أنابيبهم المخبرية؟ محزن حقاً ومؤسف أن نكون جميعاً في أية لحظة في الشارع والبيت والمطعم وأماكن العمل معرضين لكاميرا خفية يتآمر فيها الفنانون والمخرجون وشذاذ الآفاق على طفلة صغيرة كل ذنبها أنها تريد ان تكسب مالاً يقيها ذل السؤال والعوز؟ لاأدري على وجه التحديد ما المضحك في ذلك؟ ماالطريف؟ معروف ان السوريين شعب ودود وظريف وطيب ومسالم ويحب الطرفة لكن ذلك ليس معناه ان يتحول الى تربة خصبة لكوادر تلك الكاميرا وليس معناه أيضاً أن نعرض الناس لأبشع أنواع التجريب ألا وهي التجريب على المشاعر والعواطف الإنسانية وأسأل هنا الفنانة يارا «صبري» لو كنتِ انتِ يا سيدتي مكان هذه الطفلة التي طلبت منها في نهاية المقلب الذكي وأنت تهدئين من روعها ان توافق على عرض ماحدث لها هل ستفرحين كثيراً بهذه التجربة؟ هل ستعتبرين مفاجأتك بمشهد مرعب لشخص مقتول ومبقور البطن من قبيل الدعابة البريئة؟ أم انك ستكسرين عدسة تلك الكاميرا وتطالبي بتعويض عن هول مارأيته وتعرضت له بشكل صادم ومفجع وبلا أية رحمة؟ الجواب هو لا بالتأكيد فاقتحام خصوصية الآخر وتعريضه لاختبارات الأدرنالين ليس إلا نوعا من الاعتداء الذي مازلنا نمارسه على هذا الآخر ضاربين عرض الحائط بأبسط حقوق الإنسان بعدم امتهانه وتحويله دونما علم منه إلى مادة رخيصة للضحك التلفزيوني فقط لملأ ساعات البث بأرخص ساعات المشاهدة وأكثرها استسهالاً، فحتى تلك البرامج المنوعة أو الخفيفة لايمكن أن تكون على حساب بسطاء الناس فبرنامج مثل الكاميرا الخفية يكلف عالميا أكثر بكثير من أي برنامج آخر، لكن في بلادنا لايحتاج إلا لبعض المتظارفين الذين يصدرون البلاهة على أنها خفة دم مع التركيز على أفكار غير مكلفة ومن الممكن إنجازها بأبسط وأرخص الطرق الممكنة غالباً مايكون مادتها البشر مواقف حرجة وغير متوقعة ثم التفرج عليهم كيف سيواجهون جريمة قتل كتبت على طريقة حكم العدالة الإذاعي فيما يحاول ذلك الإنسان وعلى مرأى من العالم ان يتصل بالشرطة لتنقذه من كل أنواع الكاميرا الخفية... مابرحت تسجل له في بلادنا شتى حركاته وسكناته كفأر أسود بقلب أبيض من الثلج.
...........................................
الفكرة بسيطة إذ يستغل البرنامج شهرة الفنانة يارا صبري التي تستقدم الى بيتها إحدى الفتيات اليافعات ممن يقمن بأمور التنظيف وتعزيل البيوت تطلب الفنانة المشهورة من الفتاة ـ اسمها رشا ـ أن تقوم بتنظيف البيت بعد أن تقنعها بالتأخر لبعض الوقت وأنها ستصعد الى الطابق العلوي من المنزل لطلب الراحة والنوم مخبرة إياها بأنها اغلقت باب البيت بحجة أنها لاتعرفها جيداً وتطلب يارا من رشا عندما تنهي عملها أن تصعد الى الأعلى وتوقظها مقابل اكرامية «حرزانة» توافق الفتاة المسكينة وتشرع بنفض الغبار عن الأثاث بينما نشاهد فريق عمل «نجم المقالب» يراقبها عبر المونيتور الموصول بكاميرات خفية ثم يبدأ فيلم الرعب كما تقول الفنانة صبري في لقطة كلوز على وجهها لتتساقط بعدها المزهريات والأواني الزجاجية بقدرة قادر من أمام وخلف رشا فتهرع الأخيرة الى الطابق العلوي ليتم ترتيب مشهد آخر اشد رعبا للفتاة التي تعمل في البيوت لتجلب نقوداً في آخر اليوم لأسرتها، ربما لإخوتها الصغار لأمها المريضة لأبيها المقعد أو العاطل عن العمل والمفاجأة ستكون عندما ستشاهد رشا فنانتها المشهورة ملقاة على سرير نومها وبطنها مبعوج بسكين مطبخ مغروزة في أحشائها حتى المقبض، والدم يتدفق من أنحاء جسدها ووجهها تصرخ البنت فاقدة صوابها هابطة الدرج نحو الهاتف، وهنا أيضاً تم تدبر الأمر فكل شيء اعيد ترتيبه أثناء صعود الفتاة الى القسم العلوي من البيت يرد عليها الشباب من الطابق العلوي وهم يخفون ضحكاتهم على أنهم من قسم الشرطة يطلبون العنوان لكن ما ان تنهي رشا مكالمتها والدموع تنهمر من عيونها ويداها ترتجفان من هول المشهد الذي رأته للتو تكون السيدة يارا قد ظهرت مجدداً حية ترزق أمامها لتقع رشا في حيرة وعدم تصديق وذهول وبعد قليل تحضر الشرطة فتنهار رشا وتجهش بالبكاء وهنا تنبري يارا ضاحكة وهي تقول «حبيبتي انظري هناك حبيبتي إنها كاميرا خفية لاتخافي...»
تنظر رشا الى سيدتها والدموع تنهمر من عيونها مواصلة البكاء فدموعها ليست دموع الفرح بل هي دموع حقيقية،ولايمكن للعين أن تخطئها ولايمكن على أية حال تسجيل لقطة لوجه رشا وهي تبتسم لكاميرتها الخفية فما حدث لم يكن كابوساً كما أنه لم يكن حقيقة إنه على حد تعبير يارا صبري فيلم رعب بامتياز...؟
في هذه الحلقة حزنت لأمرين: الأول على تلك البنت التي لايتجاوز عمرها أربعة عشرة عاماً وتشتغل في تنظيف بيوت الموسرين والمشاهير، والثاني لأن يارا صبري فنانة جيدة وموهوبة استغربت ان تكون في هذا الموقع نسبة الى نوعية أدوارها التي لعبتها بحرفة ووعي ناهيك عن دورها الأخير في مسرحية «فوتوكوبي» وكيف ظهرت عندها كممثلة مسرحية جيدة وأفضل من على شاشة التلفزيون، وتساءلت عن جدوى هذه المقالب النوعية التي تبيح أي إنسان صغيراً أم كبيراً كمادة للطرافة والتساخف والتظارف الأجوف وكيف يحق لهذه الكاميرا الخفية ان تحول الناس الى فئران مخابر؟ وأتساءل لو حدث لتلك الفتاة التي وقعت في مصيدة «قنطار» و«وهبة» أي صدمة عصبية أو نفسية «وهذا ماحدث» فعلاً من كان سيعيد لتلك الطفلة رشدها؟ ماذا لو أقدمت الفتاة جراء مشهد الجريمة الواقعي جداً والمعزز بسكاكين المطبخ وسطل الدماء الملقى على «بلوزة » صبري ماذا لو أقدمت رشا على إيذاء نفسها أو فقدت صوابها أو اختفى صوتها أو اصيبت بجلطة دماغية أو احتشاء قلبي؟ من كان سيعيد لهذه المسكينة حياتها؟ هذا كله طبعاً لصناعة برنامج تافه وسخيف اذ لاقيمة في بلدان العالم الثالث للإنسان، إنه عبارة عن حشد هائل من الكومبارس في برنامج ضخم يحمل اسم نجم المقالب ياللعنوان الفادح؟ ويا للمسخرة؟ موديل رخيص وماركة لاتسأل عن شيء سوى الربح ثم ماشعور هؤلاء وهم يديرون هذه اللعبة السمجة من أجل التفرج على ردود أفعال تلك الطفلة وهي تتخبط أمامهم في متاهة أنابيبهم المخبرية؟ محزن حقاً ومؤسف أن نكون جميعاً في أية لحظة في الشارع والبيت والمطعم وأماكن العمل معرضين لكاميرا خفية يتآمر فيها الفنانون والمخرجون وشذاذ الآفاق على طفلة صغيرة كل ذنبها أنها تريد ان تكسب مالاً يقيها ذل السؤال والعوز؟ لاأدري على وجه التحديد ما المضحك في ذلك؟ ماالطريف؟ معروف ان السوريين شعب ودود وظريف وطيب ومسالم ويحب الطرفة لكن ذلك ليس معناه ان يتحول الى تربة خصبة لكوادر تلك الكاميرا وليس معناه أيضاً أن نعرض الناس لأبشع أنواع التجريب ألا وهي التجريب على المشاعر والعواطف الإنسانية وأسأل هنا الفنانة يارا «صبري» لو كنتِ انتِ يا سيدتي مكان هذه الطفلة التي طلبت منها في نهاية المقلب الذكي وأنت تهدئين من روعها ان توافق على عرض ماحدث لها هل ستفرحين كثيراً بهذه التجربة؟ هل ستعتبرين مفاجأتك بمشهد مرعب لشخص مقتول ومبقور البطن من قبيل الدعابة البريئة؟ أم انك ستكسرين عدسة تلك الكاميرا وتطالبي بتعويض عن هول مارأيته وتعرضت له بشكل صادم ومفجع وبلا أية رحمة؟ الجواب هو لا بالتأكيد فاقتحام خصوصية الآخر وتعريضه لاختبارات الأدرنالين ليس إلا نوعا من الاعتداء الذي مازلنا نمارسه على هذا الآخر ضاربين عرض الحائط بأبسط حقوق الإنسان بعدم امتهانه وتحويله دونما علم منه إلى مادة رخيصة للضحك التلفزيوني فقط لملأ ساعات البث بأرخص ساعات المشاهدة وأكثرها استسهالاً، فحتى تلك البرامج المنوعة أو الخفيفة لايمكن أن تكون على حساب بسطاء الناس فبرنامج مثل الكاميرا الخفية يكلف عالميا أكثر بكثير من أي برنامج آخر، لكن في بلادنا لايحتاج إلا لبعض المتظارفين الذين يصدرون البلاهة على أنها خفة دم مع التركيز على أفكار غير مكلفة ومن الممكن إنجازها بأبسط وأرخص الطرق الممكنة غالباً مايكون مادتها البشر مواقف حرجة وغير متوقعة ثم التفرج عليهم كيف سيواجهون جريمة قتل كتبت على طريقة حكم العدالة الإذاعي فيما يحاول ذلك الإنسان وعلى مرأى من العالم ان يتصل بالشرطة لتنقذه من كل أنواع الكاميرا الخفية... مابرحت تسجل له في بلادنا شتى حركاته وسكناته كفأر أسود بقلب أبيض من الثلج.
...........................................
الأربعاء مارس 17, 2021 11:51 pm من طرف ناناتوتا
» زي موحد _(شركة السلام لليونيفورم 01118689995 )
الأربعاء مارس 17, 2021 11:11 pm من طرف ناناتوتا
» يونيفورم عاملات _لليونيفورم Tn شركة
الإثنين مارس 15, 2021 11:56 pm من طرف ناناتوتا
» زي موحد _شركة 3A لليونيفورم (01200561116 )يونيفورم
الإثنين مارس 15, 2021 11:25 pm من طرف ناناتوتا
» فساتين اميرات ديزنى للاطفال _01102226488
الإثنين مارس 15, 2021 10:53 pm من طرف ناناتوتا
» ملابس تنكرية للاولاد _01102226488
الأحد مارس 14, 2021 12:21 am من طرف ناناتوتا
» شركة تصنيع يونيفورم امن _ ( شركة السلام لليونيفورم 01223182572 )
السبت مارس 13, 2021 11:58 pm من طرف ناناتوتا
» يونيفورم الطباخين_( شركة السلام لليونيفورم 01118689995 )
السبت مارس 13, 2021 10:35 pm من طرف ناناتوتا
» اكبر شركة يونيفورم مصانع فى مصر_( شركة السلام لليونيفورم 01223182572 )
السبت مارس 13, 2021 9:44 pm من طرف ناناتوتا
» يونيفورم المستشفيات _( شركة السلام للملابس الطبية 01102226499 )
السبت مارس 13, 2021 9:20 pm من طرف ناناتوتا