وداعا مايكل جاكسون

وداعاً مايكل جاكسون


بموت مايكل جاكسون فقد العالم أسطورة في الغناء وفناناً يصعب أن يتكرر في التاريخ الإنساني، لا في صوته ولا في رقصه ولا في شخصيته، فبالرغم من صوته الساحر والذي يجعل كثيراً من معجبيه (مهوسون) بغنائه، وبالرغم من رقصه الذي أحدث ثورة في عالم التعبير الموسيقي بلغة الجسد وعلى الرغم من أنه من أوائل مبتدعي الرقص الدرامي (الفيديو كليب)، إلا أنّ مايكل جاكسون كان شخصية تدعو للشفقة والرثاء لحاله، فمايكل جاكسون يعاني من عقدة دونية واضحة في شخصيته، فهو الفنان الذي (غيّر جلده) الأسود بجلود كثيرة ليحصل على اللون الأبيض وفي خاتمة المطاف خذله ذاك الجلد وأصيب بالخلايا السرطانية من كثرة الرتق والتبييض،
وتتعدى عقدة النقص هذه اللون لتصيب الملامح فما يكل جاكسون ضرب رقماً قياسياً في تصغير الأنف والشفاة وتنعيم الشعر، ولم تستطع موهبته الفذة ولا شهرته التي عمّت الكون، ولا ثروته الضخمة أن تقنعه أنه وسيم بهذه الشفاه الغليظة والشعر الفلفلي واللون الضارب في السمرة لأنّ صور مايكل جاكسون وهو طفل وصبي يغني مع أشقائه في فرقة جاكسون فايف أكثر وسامة بعشرات المرات من صورته التي انفق فيها ثروة مقدرة لتصبح مثل المسخ المشوه، ومن هنا تظهر مأساة جاكسون رجل حبته الدنيا كل هذه الموهبة، لماذا لم يستطع أن يعيش متصالحاً مع ذاته ومع تاريخه – فما يكل جاكسون أنكر إفريقيته وقال إنّه ينحدر من سلالة بيضاء خلال ذاك اللقاء التلفزيوني الذي أجري معه _ ولو لم يكن مايكل جاكسون يعاني من مشكلة ما قال ذلك لأنّه ليس في حاجة أن يقوله أو أن يحس ذلك الإحساس، وهنالك كثيرون عزو هذه الهزة في شخصيته لطفولته البائسة حين كان والده يسيئ معاملته ويضربه ويعامله بعنف.. هذا غير التهم التي ما انفكت تتبعه في أي مكان يحل فيه، بالرغم من تبرئة المحكمة له منها، وهي تهمة (تحرشه الجنسي بالأطفال ) وعلاقته المريبة مع صبية صغار دون الرابعة عشرة من العمر.. كل هذه الأشياء تدعو للشفقة عليه والرثاء لحاله، فرجل بتلك الموهبة كان سيحدث تغييراً على مستوى الدنيا لو أنّه انتمى للونه الحقيقي و واقعه وأحس أنّه مصدر فخر وإعزاز له، بل ومصدر الهام لموهبته وعبقريته.. وداعاً مايكل جاكسون ذلك الموهبة المثيرة للجدل حتى اللحظة الأخيرة.